ودّعت المملكة العربية السعودية في الثامن والعشرين من سبتمبر 2025 صاحبة السمو الملكي الأميرة عبطا بنت عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، التي رحلت عن عمر ناهز الحادية والثمانين عامًا، تاركة خلفها إرثًا إنسانيًا وعائليًا حافلًا.
والأميرة الراحلة هي ابنة مؤسس المملكة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود من زوجته سعيدة الثوعي، التي تنتمي إلى منطقة محايل عسير جنوب المملكة، ما جعلها تحمل في نشأتها ملامح بيئة متنوعة الجذور والسمات.
وقد عُرفت الأميرة عبطا بقربها من أشقائها وأفراد أسرتها الكريمة، إذ كانت شقيقة للأمير الراحل هذلول بن عبد العزيز آل سعود الذي توفي في التاسع والعشرين من سبتمبر عام 2012 عن عمر سبعين عامًا، ليترك هو الآخر أثرًا بارزًا في العائلة المالكة. الأميرة عبطا وُلدت عام 1365 هـ، الموافق لعام 1944 م، وعاشت طفولتها وشبابها في كنف العائلة المالكة حتى تزوجت من الأمير عبد العزيز بن تركي بن عبد العزيز بن عبد الله بن تركي بن عبد الله آل سعود، وهو الأمير الذي ارتبط اسمه بها لعقود طويلة.
وبحسب ما أكدته المصادر العائلية، فإن زوج الأميرة عبطا الأمير عبد العزيز بن تركي بن عبد العزيز بن عبد الله بن تركي بن عبد الله آل سعود قد توفي هو الآخر في سبتمبر من العام الماضي، بعد مسيرة حافلة بالعطاء في ميادين مختلفة. هذا الارتباط العائلي بين الأميرين يعكس الامتداد التاريخي للأسرة المالكة وتواصل أجيالها عبر عقود طويلة، بما يحمله ذلك من دلالات اجتماعية وسياسية في مسيرة الدولة السعودية الحديثة.
برحيل الأميرة عبطا بنت عبد العزيز، تكون المملكة قد فقدت شخصية تنتمي إلى الجيل الأول من أبناء الملك المؤسس، ممن عاشوا مراحل التحول الكبرى التي شهدتها البلاد منذ نشأتها وحتى حاضرها المعاصر. ورغم ابتعاد الأميرة عن الأضواء الإعلامية في معظم حياتها، إلا أن سيرتها ظلت تحمل الكثير من القيم العائلية والإنسانية، وتشهد على مكانة المرأة في البيت السعودي الملكي، بما فيه من مسؤوليات اجتماعية ورمزية.
نسخ رابط المقال