شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، منذ يوم السبت 5 أكتوبر 2025، موجة غضب وانتقادات حادة لرجل الأعمال السعودي يزيد الراجحي، بعد ظهوره في مقطع مصوَّر داخل طائرته الخاصة يتحدث فيه عن ضرورة التماس الأعذار للمسؤولين والتفاف المواطنين حولهم. المقطع، الذي قُدّر ثمن الطائرة التي صُوِّر بداخله بنحو 100 مليون دولار، اعتبره كثيرون رمزًا للفجوة بين رفاهية الراجحي ومعاناة المستفيدين من الضمان الاجتماعي.
وجاءت هذه الضجة على خلفية قرارات وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بإيقاف الدعم المؤقت لعدد كبير من المستفيدين من برنامج الضمان الاجتماعي دون إشعار مسبق، وهو ما أثّر على قرابة مليون ونصف مواطن، بينهم كبار سن وذوو إعاقات. كثير من المغرّدين رأوا أن تصريحات يزيد الراجحي تمثّل تبريرًا غير مباشر لتلك القرارات ودفاعًا عن الوزير أحمد سليمان الراجحي، ابن عم يزيد، معتبرين أن توقيت حديثه يزيد الاحتقان الشعبي.
وانطلقت حملة مقاطعة واسعة عبر منصة «إكس» (تويتر سابقًا) تحت وسم #مقاطعة_يزيد_الراجحي، ودعت إلى مقاطعة تسع شركات يملكها أو يستثمر فيها يزيد، بل امتدت الدعوات إلى بنك الراجحي ذاته. وتصدّر الوسم قائمة الأكثر تداولًا في المملكة خلال ساعات، مع تغريدات تصف حديثه بأنه «خطاب فوقي لا يشعر بمعاناة الفقراء»، وأخرى تقول: «من يجلس في طائرة خاصة لا يشعر بجوع من ينتظر 1000 ريال ليُطعم أبناءه».
في المقابل، دافع آخرون عن يزيد الراجحي، معتبرين أن حديثه كان عامًا في سياق الوحدة الوطنية ونبذ التحريض على الفتنة، ولم يتضمن أي إشارة مباشرة إلى قرارات الوزارة. وأشاروا إلى أنه رجل وطني ساهم في خلق آلاف الوظائف عبر شركاته، ولا يمكن اختزاله في مقطع مبتور.
مقطع توضحي ومن حلف له بالله فاليرضى
🤷🏽♂️🤷🏽♂️🤷🏽♂️💚💚💚
وهذا هو المقطع https://t.co/3oloI8XUEU pic.twitter.com/Tdp4yxipfD— يزيد محمد الراجحي (@Yazeed_AlRajhi) October 5, 2025
ويُعد يزيد بن محمد الراجحي، المولود في سبتمبر 1981، أحد أبرز رجال الأعمال والمتسابقين المحترفين في عالم الراليات. يقود منذ سنوات «شركة يزيد الراجحي وإخوانه القابضة» التي توسعت أنشطتها لتشمل قطاعات الأغذية والمشروبات والعطور والعقارات، فيما رسّخ مكانته الرياضية منذ اقتحامه عالم رالي داكار عام 2007 وتحقيقه إنجازات متتالية. وقد تعرّض في أبريل 2025 لحادث مروّع أثناء إحدى مراحل رالي كروس كانتري أصيب فيه بكسور في العمود الفقري، ما أثار حينها موجة تعاطف واسعة ودعوات للشفاء.
الجدل الحالي يضع يزيد الراجحي تحت ضغط غير مسبوق بين شعبيته كرياضي ورجل أعمال مؤثر، وغضب جمهور واسع يرى في تصريحاته الأخيرة انفصالًا عن واقع معاناة الفئات الأكثر حاجة، في وقت يترقّب فيه الشارع السعودي خطوات حكومية لتصحيح آثار قرارات الضمان الاجتماعي.
نسخ رابط المقال