في أروقة التواصل الاجتماعي الذي أصبح ساحة للصوت الشعبي، يتصدر هاشتاق “إقالة وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية” الترندات على تويتر (إكس) في السعودية اليوم، 6 أكتوبر 2025، وسط عاصفة من الشكاوى والمطالبات الغاضبة بإقالة المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية منذ يونيو 2018.
ويجدر الإشارة إلى أن، هذه الحملة، التي ليست وليدة اللحظة بل تعيد إحياء جدل سابق اندلع في فبراير 2022، تكشف عن استياء متزايد من سياسات الوزارة، خاصة في ظل ارتفاع معدلات البطالة وما يُوصَف بـ”تسلط الأجانب” على الوظائف في القطاع الخاص، مما يُهَدِّدُ أحلام الشباب السعودي في سوق عمل يُفترض أن يحمي المواطن أولاً.
أحمد الراجحي، البالغ من العمر 58 عاماً (مواليد 4 أكتوبر 1967 في الرياض)، ليس غريباً عن الجدل؛ فهو مهندس نظم صناعية حاصل على بكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ورجل أعمال بارز قبل توليه المنصب الوزاري كأول مسؤول عن الحقيبة بعد دمج وزارة الخدمة المدنية مع العمل والتنمية الاجتماعية بأمر ملكي في 2018.
اقرأ أيضاً: مقاطعة يزيد الراجحي يتكلم عن الضمان (فيديو)
ويُعَدُّ من المقربين لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويترأس هيئة تنمية القطاع غير الربحي، لكنه اليوم يواجه انتقادات حادة تُرْكِزُ على “فشل” الوزارة في حماية حقوق السعوديين في التوظيف، و”السماح للأجانب بالسيطرة على الوظائف”، كما يُعْبِرُ النشطاء في تغريداتهم. في فبراير 2022، أشعلت حملة مشابهة – تحت نفس الهاشتاق – غضباً جماهيرياً، وصف فيها النشطاء السياسات الاقتصادية بـ”العجز عن القضاء على البطالة القياسية”، مطالبين بتغيير جذري لتعزيز فرص المواطنين.
اليوم، يتجدد الغضب مع تصاعد الشكاوى الشخصية؛ فتغريدات النشطاء تروي قصصاً مؤثرة عن شباب عاطلين عن العمل، يفتقرون إلى السيارات أو الزواج، ويُقْصَى من سوق العمل لصالح عمالة أجنبية تُمنَحُ امتيازات مثل السكن والمواصلات. أحد المنشورات يسأل مباشرة: “وينك يا أحمد الراجحي؟ ما تشوف السوشل ميديا هذي مصيبة؟ الشباب العاطل اللي الوظيفة ولا سيارة ولا زوجة، ما فكرت كيف بيكون مستقبلهم؟”، مرفقاً فيديو يُظْهِرُ واقعاً يومياً قاسياً.
آخرون يربطون الأمر بالضمان الاجتماعي المطور، مُدَعِّينَ أن القرارات التعسفية في الفصل عن العمل تُهْدِّدُ آلاف الأسر، ويطالبون بـ”إنصاف” و”تحقيق عاجل”. حتى بعض الشركات مثل “براندات الراجحي” و”يزيد الراجحي” تُوْجَهُ بموجة مقاطعة، مع تغريدات تُحَذِّرُ من “السم بالعسل” وتُدْعُو إلى الثقة بالدولة لكن مع الضغط على الإصلاح.
نسخ رابط المقال